تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
Make agriculture more attractive to youth, say  Afro-Arab delegates.

وفد المجلس الشبابي العربي الإفريقي يدعو لجعل الزراعة أكثر جاذبية للشباب

 

دعت الوفود المشاركة من الدول الإفريقية والعربية إلى تجاوز الخطابات الرنانة حول الوحدة، الشراكة والتعاون، والعمل على ترجمتها إلى أنشطة عملية من شأنها إحداث تحوّل حقيقي في واقع العالمين العربي والإفريقي.

وأكد السيد إيبينيزر أويتاكين، رئيس لجنة التدقيق والرقابة في المجلس من نيجيريا، أن العديد من أولياء الأمور في إفريقيا لا يشجعون أبناءهم على الانخراط في الزراعة، حيث يُنظر إليها كمهنة للفقراء وغير المتعلمين. وقال: "الزراعة تُربط بالفقر والعمل الشاق، ولهذا يفضل الآباء إرسال أبنائهم إلى المدارس بدلاً من مشاركتهم في العمل الزراعي."

جاء ذلك خلال الجلسة الختامية لاحتفالات المجلس الإفريقي العربي للشباب بمرور 18 عاماً على تأسيسه، والتي عُقدت في مدرج مركز التعليم المركزي الثاني بجامعة ماكيريري – كمبالا، أوغندا، يوم الثلاثاء، بمشاركة وفود من دول إفريقية وعربية.

وأشار أويتاكين إلى أن التغلب على مشقة العمل الزراعي يكون من خلال إدخال التكنولوجيا والمعدات الحديثة مثل الجرارات، موضحاً أن بعض خريجي كليات الزراعة لا يحبون العمل في الأرض، وهو ما اعتبره تناقضاً كبيراً. وأضاف أن نيجيريا، قبل سنوات، كانت تستورد 95% من احتياجاتها من الأرز، ما ألحق الضرر بالمزارعين المحليين، إلا أن تدخل الحكومة أدى إلى ارتفاع عدد مزارعي الأرز إلى 15 مليون مزارع، وأصبحت البلاد تنتج 90% من استهلاكها المحلي.

من جانبه، أوضح السيد ديفيد غوناهاسا، الرئيس التنفيذي لشركة "تريبسا" التكنولوجية في أوغندا، أن سلاسل القيمة الزراعية تتيح فرصاً واسعة لتطوير حلول تكنولوجية، مشيراً إلى أن بداية الابتكار لا ترتبط برأس المال بقدر ما ترتبط بتحديد المشكلة وتشكيل فريق عمل لتطوير نموذج أولي، ثم البحث عن التمويل.

وفي سياق متصل، شدد أحد المندوبين من مملكة البحرين على ضرورة تطوير النظم التعليمية في إفريقيا والعالم العربي لتمكين الشباب اقتصادياً، بينما أشار أحد المندوبين من جنوب إفريقيا إلى تزايد أعداد الصينيين والباكستانيين الوافدين إلى إفريقيا في الوقت الذي يغادر فيه شباب القارة، داعياً الاتحاد الإفريقي والحكومات إلى وضع سياسات وتشريعات تخدم مصالح القارة. أما المندوب من المغرب، فقد أكد على أن "تنمية إفريقيا يجب أن يقودها الأفارقة أنفسهم."

وتناولت جلسات المؤتمر موضوعات تتعلق بتحول أنظمة الغذاء، ودور الشباب في الزراعة، وفرص الشراكة الإفريقية – العربية، والتحديات القائمة. وأشار الدكتور فريد موهوموزا، أستاذ الاقتصاد في كلية إدارة الأعمال بجامعة ماكيريري، إلى أن أوغندا تنفق مبالغ طائلة على استيراد مواد غذائية يمكن إنتاجها محلياً، مضيفاً أن البلاد تفتقر إلى التكنولوجيا والقدرات العلمية الكافية.

وقال موهوموزا: "لو طُلب من أوغندا تصدير 10,000 رأس من الماعز أسبوعياً، فلن تستطيع، لأنها تفتقر إلى العلوم والتكنولوجيا والقدرة الإنتاجية." وأكد على ضرورة رفع معايير الإنتاج الغذائي لزيادة الصادرات داخل القارة وخارجها وتقليل الاعتماد على الواردات، مشيراً إلى أن سلاسل المطاعم العالمية مثل KFC لا تشتري البطاطس أو الدواجن المنتجة في أوغندا لعدم مطابقتها للمواصفات.

من جهته، دعا السيد يوسف ويلونغا، رئيس اتحاد الطلاب الوطني الأوغندي، الشباب إلى تغيير نظرتهم السلبية تجاه العمل الزراعي، مطالباً الحكومة بالتدخل لمعالجة انخفاض أسعار المنتجات الزراعية، الذي أدى إلى عزوف كثير من المزارعين عن الاستمرار في المهنة.

أما النائب بونيفيس أوكوت من شمال أوغندا، فقد أكد على أهمية التضامن الإفريقي – العربي لتحقيق الازدهار، مشدداً على ضرورة ضمان بيئة عمل آمنة للشباب الإفريقي في البلدان العربية.

واختتمت فعاليات الذكرى الثامنة عشرة لتأسيس المجلس بحوار تحت شعار: "تعزيز الأمن الغذائي من خلال الابتكار لصحة الكوكب: دور الشباب." ويُذكر أن العالم العربي يستورد حوالي 40% من غذائه، في حين أن معظم الدول الإفريقية تُعد مستوردة صافية للغذاء، رغم امتلاك القارة لأكبر المساحات الصالحة للزراعة في العالم. وتتمتع إفريقيا بإمكانات كبيرة لإنتاج الغذاء وتلبية احتياجات شعوبها، فضلاً عن تعزيز صادراتها إلى العالم العربي والأسواق الدولية.

وسوم
Category
عربية

إضافة تعليق جديد

رمز لغة التعليق