تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

وفد المجلس الشباب العربي الافريقي يلتقي بالمبعوث الخاص الدكتور روهاكانا روغوندا لمناقشة جهود جمع التمويل

في خطوة استراتيجية تهدف إلى دفع عجلة إنشاء المقر الدولي لمجلس الشباب العربي الافريقي (AAYC)، قاد الأمين العام للمجلس، الدكتور عباس عجبة وفدًا من موظفي المجلس في لقاء مع رئيس الوزراء الأسبق الدكتور روهاكانا روغوندا.

عُقد الاجتماع في العاصمة كمبالا، وهدف إلى تقديم تحديث مفصل حول جهود جمع التبرعات للمشروع الحيوي الذي يُقام في منطقة ناكاوكا. ويأتي هذا اللقاء بعد تعيين الدكتور روغوندا من قبل الرئيس يويري موسيفيني في يناير مبعوثًا خاصًا للمبادرة، حيث عبّر عن التزامه التام بضمان نجاح حملة دعم المشروع.

وخلال اللقاء، استعرض الدكتور عباس أهمية المقر الدولي بوصفه خطوة محورية نحو تعزيز التعاون بين الشباب الأفارقة والعرب. كما أوضح المكونات الرئيسية للمشروع، والتي تشمل:

  • مبنى إداري حديث سيكون مركزًا رئيسيًا لعمليات وأنشطة المجلس.

  • ملعب دولي رياضي يُخصّص لاستضافة البطولات الإقليمية والقارية.

  • فندق عالمي الطراز يُجهّز لاستقبال الشخصيات الرفيعة والوفود الزائرة بمستوى ضيافة راقٍ يوازي المعايير الدولية.

ويُعد هذا المشروع بمثابة رمز للوحدة والشراكة بين العالمين العربي والأفريقي، ومن شأنه أن يوفر مساحة مؤسسية للشباب للعمل المشترك، وتبادل الخبرات، وتنفيذ برامج التنمية.

علاوة على ذلك، سيتضمن المشروع جامعة للعلوم والتكنولوجيا، مكرّسة للنهوض بالتعليم والبحث العلمي بين الشباب في إفريقيا والعالم العربي، بالإضافة إلى مركز للتراث الثقافي العربي الإفريقي، يُعنى بالاحتفاء بالعلاقات التاريخية العريقة بين المنطقتين والحفاظ عليها.

وقدّم الأمين العام إحاطة مفصلة حول جهود التعبئة العالمية لدعم المشروع، مشيرًا إلى الرسائل التي وجّهها فخامة الرئيس إلى عدد من الدول الأعضاء في المجلس، والتي تؤكّد التزاماتهم السابقة بدعم مالي لإنشاء المقر الدولي. كما أبلغ الدكتور روغوندا عن جولات دبلوماسية مرتقبة إلى دول شريكة رئيسية مثل المغرب ونيجيريا، بهدف تأمين تعهدات جديدة وتعزيز التعاون الاستراتيجي في سبيل دعم جهود التمويل.

ولتمكين الدكتور روغوندا من أداء مهامه كمبعوث خاص على أكمل وجه، سلّمه الأمين العام جميع الوثائق والمستندات ذات الصلة، والتي تتضمن معلومات شاملة عن التقدم المحرز في حملة التمويل، والتعهدات المالية المستلمة، والخطة الاستراتيجية العامة لتعبئة المزيد من الموارد.

من جانبه، أشاد الدكتور روغوندا بقيادة المجلس  على نهجها الاستباقي، وأكد التزامه بمواصلة التواصل مع الجهات الفاعلة الرئيسية لتأمين الدعم المالي والفني اللازم.

كما شارك الدكتور روغوندا خبراته في العمل مع الحركات الشبابية، معربًا عن تقديره العميق لطاقاتهم وحماسهم نحو التنمية، ومؤكدًا أن التحديات التي تواجه الشباب—مثل حقوق الإنسان، والديمقراطية، والفقر—هي قضايا معقدة لا بد من معالجتها من خلال تضافر الجهود والعمل المشترك.


شجّع الدكتور روغوندا شباب أفريقيا والعالم العربي على لعب دور نشط في التصدي لهذه التحديات، من خلال تعزيز الوحدة فيما بينهم وتقوية الروابط بين دولهم. وأشاد بالمجلس لقيامه بتوفير منصة تمكّن الشباب من قيادة مستقبلهم والمساهمة في إحداث التغيير الإيجابي.

كما دعا الشباب إلى أن يكونوا محفزين للتغيير والتحول في مجتمعاتهم وعلى مستوى أوسع، مؤكدًا أن مسؤولية بناء مستقبل أفضل لا تقع على عاتق الأفراد فقط، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف الشباب وتوحيد جهودهم من أجل قضية مشتركة.

وأعرب عن تقديره لإصرار وفد AAYC وصموده، ووجّه شكره للأمين العام على قيادته الرشيدة، مؤكدًا إيمانه العميق بأن الشباب يمتلكون القوة والقدرة على تقديم حلول مستدامة للتحديات التي تواجه العالم الأفرو-عربي.


من أبرز محطات الاجتماع كانت مناقشة المؤتمر العام المرتقب للمجلس والمقرر عقده في مايو 2025. حيث سيشكّل هذا الحدث المنتظر منصة رسمية لإطلاق حملة جمع التبرعات الخاصة بالمقر الدولي للمجلس. ومن المتوقع أن يجمع المؤتمر قادة بارزين، ودبلوماسيين، وممثلي شباب من مختلف أنحاء أفريقيا والعالم العربي.

وسيكون لهذا المؤتمر دور محوري في حشد الدعم المالي والفني، بما يضمن سير المشروع الطموح وفق الجدول الزمني المحدد له وإنجازه بنجاح.

إن مشروع بناء المقر الدولي للمجلس يُتوقع أن يكون مبادرة تحوّلية، من شأنها أن تُحدث نقلة نوعية في تمكين الشباب، وتحفيز التنمية الاقتصادية، وتعزيز التعاون القاري بين أفريقيا والعالم العربي.

من خلال هذا المشروع، يواصل مجلس الشباب العربي الافريقي  تأكيد التزامه بتعزيز السلام والتنمية وبناء شراكات فاعلة ومستدامة بين الشباب الأفريقي والعربي.


ومع تصاعد الزخم، يظل مجلس الشباب العربي الافريقي  (AAYC) ثابتًا في سعيه لتحقيق هذا الحلم وتحويله إلى واقع ملموس. ويُشجَّع جميع أصحاب المصلحة والداعمين على الاستمرار في الانخراط وتقديم الدعم لهذا المشروع الرائد، الذي يُرسي دعائم إرث سيخدم أجيال الشباب الأفريقي والعربي في المستقبل.

إن نجاح هذا المشروع لا يمثل إنجازًا هندسيًا فحسب، بل رمزًا للوحدة، والتمكين، والتعاون العابر للحدود بين شعوب وقادة الغد في القارتين.

Category
عربية

إضافة تعليق جديد

رمز لغة التعليق