الأمين العام يقدّم إحاطة شاملة حول الوضع العام للمجلس خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع اللجنة التنفيذية
بفندق سبيك في العاصمة الأوغندية كمبالا، عقدت اللجنة التنفيذية للمجلس الشبابي الأفرو-عربي (AAYC) اجتماعًا لتقييم إنجازات المجلس وبحث استراتيجياته المستقبلية. ترأس الجلسة السيد إيبيـنيزر أويتاكين، رئيس لجنة التدقيق والإشراف، حيث جدد الاجتماع التزام المجلس بتحقيق الوحدة والسلام والتحول الاجتماعي والاقتصادي في إفريقيا والعالم العربي.
تحديث رئيسي حول مشروع المقر الدولي للمجلس
كان من أبرز ما تضمنه التقرير الذي قدمه الأمين العام، معالي الدكتور عباس عجبة، هو استعراض آخر المستجدات بشأن مشروع إنشاء المقر الدولي للمجلس في ناكاوكا، مقاطعة واكيسو. ويُعد هذا المشروع الطموح، الذي يحظى برعاية فخامة الرئيس يوري كاغوتا موسيفيني إلى جانب عدد من رؤساء الدول، أحد الركائز المستقبلية للمجلس، حيث من المقرر أن يضم مجمعًا إداريًا دوليًا، وملعبًا رياضيًا، وجامعة للعلوم والتكنولوجيا، وفندقًا، ومركزًا للتراث الثقافي.
وقد أكد الدكتور عجبة أنه تم تخصيص 50 فدانًا من الأرض لصالح المشروع، ويجري الآن التركيز على تعبئة الموارد المالية اللازمة لتنفيذه. كما أشار إلى أن رسائل رسمية قد أُرسلت إلى قادة الدول الأعضاء في المجلس لدعم المشروع، في خطوة تُعد محورية في مسيرة توسع المجلس.
انخراط دبلوماسي وشراكات استراتيجية
أوضح الأمين العام أن المجلس كثف تواصله مع عدد من السفارات في دول أعضاء بارزة، من بينها الإمارات العربية المتحدة، الجزائر، ليبيا، كينيا، مصر، والمملكة العربية السعودية. وقد أثمرت هذه اللقاءات عن تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتزامات بدعم مبادرات تنموية للشباب، بما في ذلك تقديم منح دراسية وتنفيذ برامج للتبادل الثقافي.
كما أشار إلى أن المجلس وطّد تعاونه مع منظمات دولية بارزة، على رأسها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، التي قدمت مساهمة مالية بقيمة 70,000 دولار لصالح مستشفى بوتابيكا الوطني للصحة النفسية في أوغندا. وقد وُقعت مذكرات تفاهم مع كل من "الإيسيسكو" والاتحاد الإفريقي للشباب، مما يعكس التأثير الدولي المتزايد للمجلس.
تمكين الشباب في قلب الرؤية
يواصل المجلس ترسيخ مكانته كمنصة رائدة لتمكين الشباب من خلال تنفيذ برامج متنوعة، شملت تنظيم بطولة أوغندا الوطنية للمناظرات الطلابية، وبرامج تدريبية على القيادة، ومبادرات لبناء السلام. وبيّن الدكتور عجبة أنه تم تأسيس فروع جامعية للمجلس في كل من جامعة ماكيريري، وجامعة كمبالا الدولية، والجامعة الإسلامية في أوغندا، لتشجيع الطلاب على الانخراط في العمل القيادي والتعاون الثقافي.
وعلى صعيد المبادرات المجتمعية، نظم المجلس خلال شهر رمضان برنامج إفطار استفاد منه أكثر من 5,000 صائم في أنحاء مختلفة من أوغندا، إلى جانب مبادرة زراعة أشجار الفاكهة في إقليم تيسو، والتي تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي والحفاظ على البيئة.
مواجهة التحديات واستشراف المستقبل
اختتم الاجتماع بالإشارة إلى التحديات التي تواجه المجلس، مع التأكيد على أهمية العمل الجماعي والاستمرار في بناء التحالفات الإقليمية والدولية، لتعزيز دوره في تشكيل مستقبل أكثر إشراقًا لشباب إفريقيا والعالم العربي.
رغم التقدّم الملحوظ الذي أحرزه المجلس, إلا أنّه لا يزال يواجه تحديات محورية، من أبرزها تعبئة مساهمات الحكومات في مشروع تشييد المقر الرئيسي، والتعاطي مع أزمة السودان المتفاقمة. كما يسعى المجلس إلى الحصول على اعتراف رسمي من الاتحاد الإفريقي، وهي خطوة تعثرت بسبب الإجراءات البيروقراطية المعقدة.
وفيما يتطلع المجلس إلى المرحلة القادمة، يستعد لإحياء الذكرى الـ21 لتأسيسه، والتي تتزامن هذا العام مع شهر رمضان المبارك، الأمر الذي يتطلب تخطيطًا استراتيجيًا يضمن مشاركة فاعلة وهادفة.
ووفقًا لما أكده الأمين العام، معالي الدكتور عباس عجبة، فإن المجلس يعمل أيضًا على التحضير لاجتماع مجلسه العام، والذي سيتم خلاله اتخاذ قرارات حاسمة، من بينها تحديد موعد لانعقاد الجمعية العامة الانتخابية. كما يجري التحضير لزيارات مجاملة إلى كل من زيمبابوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بهدف تعزيز التعاون الإقليمي.
إلى جانب ذلك، يعمل المجلس على إدخال مقترحات جديدة في ميثاقه، لا سيّما تلك المتعلقة بهيكلة اللجنة التنفيذية وتحديد أدوارها، في إطار السعي نحو تحسين الحوكمة ورفع كفاءة الأداء.
وفي ختام الاجتماع، شدد الدكتور عجبة على أهمية العمل الجماعي في إنجاح رسالة المجلس، قائلاً:
"إن الشباب هم القوة الدافعة للتغيير، ومن خلال تضافر جهودنا يمكننا أن نصنع مستقبلًا تتوحد فيه إفريقيا والعالم العربي من أجل السلام والتنمية والازدهار."
برؤية طموحة، وجهود دبلوماسية نشطة، ومبادرات يقودها الشباب، يخطو مجلس الشباب العربي الافريقي بثقة نحو مرحلة جديدة من التعاون والنمو في المنطقة.